الشعلة الزرقاء

أنتِ تحيين فييّ و أنا أحيا فيكِ ... أنتِ تعلمين ذلك و أنا أعلم ذلكيحدث أن نقرأ كتاباً يغيرنا , فلا نعود بعده كما كنا , ولا نستطيع أن نعود . و يحدث أن نجد كاتِباً يجعلنا نعيش هذا الإحساس مراراً كلما قرأنا كلماته , جبران خليل جبران لي هو هذا الكاتب .أذكر أنني ومن الكتاب الأول الذي قرأته لجبران (رمل و زبد) , شعرت بروحه تتآلف مع روحي , و بكلماته تأخذني لعالم أكره أن أتركه . جبران , هو ليس فقط كاتب يجمع كلمات مع بعضها في كتب , هو روح خالدة , أشعر أنني أتواصل معها في أثير فريد كلما قرأت من مؤلفاته شيئاً .الشعلة الزرقاء , هي ليست فقط رسائل بين أديبين جمعتهما علاقة حب عن بعد لمدة عشرين عاماً , هذه الرسائل هي مدخل لروح جبران , هي تحفة فنية جمعت بين المشاعر الصادقة و العاطفة و الأدب الرفيع . هي كلمات جبران التي يجب أن يتعلّم منها من أراد أن يكتب عن الحب برقيّ و بكلماتٍ لا تشبه الكلمات . من السهل أن نقول أننا نحب , الفن و الجمال هو أن نقولها بكلماتٍ لا يقدر غيرنا على الإتيان بها , ومن هنا أبدع جبران فخطابه لمي كان مليئاً بكل الحب و الاهتمام دون أن يناديها “حبيبتي” مرّة . جبران إذا أراد أن يقول أحبك قال : ‘أنتِ أنتِ, وإني أحمد الله لأنك من أمة أنا من أبناها ولأنك عائشة في زمن أعيش فيه'وقال :“أنا أعلم أن القليل في الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني. أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيء. نحن نريد الكمال. “أستطيع أن أجزم أنني يمكن أن أقتبس الكتاب كاملاً في هذه المراجعة و لكنني سأكتفي بعبارة أخيرة لأقول أن كل ما يكتبه جبران هو تحفة فنية بل و ظاهرة لن تتكرر :‘أنتِ معي في هذه الساعة . أنتِ معي يا مي , انتِ هنا , هنا , وأنا أحدثك ولكن بأكثر من هذه الكلمات , أحدث قلبك الكبير بلغة أكبر من هذه اللغة , و انا أعلم أنكِ تسمعين , أعلم أننا نتفاهم بجلاء و وضوح , و أعلم أننا أقرب من عرش الله في هذه الليلة منّا في أي وقت من ماضينا.'جبران. توأم الروح .. لروحك الغالية سلام ♥♥♥