حارس سطح العالم
حارس سطح العالم
Ratings1
Average rating3
Reviews with the most likes.
حاول أن تقرأ هذا الكتاب و تبقى على سطح العالم... هل استطعت ؟
أكاد أجزم أنك لن تستطيع الهروب من جحر الأرنب إذا قرأت هذا الكتاب .. بل أنك في لحظة من اللحظات ستجد نفسك و قد تورطت في حفرة عميقة جداً , تصنع الساعات و تمشي على رأسك و تتسامر مع الأرانب..
حاول أن تنسى أن كل كلمة في هذه اللغة تحتمل المعنى و المعنى الآخر .. أن كل فكرة قد تعني أو لا تعني شيئاً .. هل نسيت ؟ أيضاً , أجزم أنك في لحظة ما وأنت تقرأ هذه الرواية ستنسى ..
كتاب مثل هذا لا يحتاج مراجعة , إنه يحتاج أبحاثاً تتغنى بجماله , ولكني لضيق المساحة في هذا العالم الافتراضي سأحاول تلخيص أفكاري و آرائي بمراجعة بسيطة.
أبدأ بغلاف الكتاب العبقري الذي جعلني أقتني الرواية حال صدورها , فأول أفكاري حين رأيت الغلاف كانت أليس في بلاد العجائب !! ويالجمال أليس و جمال بلاد العجائب ... ومما أكد لي أن أليس متورطة بشكل ما في هذه التحفة هو عنوانها ..و كأن الواقعيين من الناس يعيشون فقط على السطح ..ونحن المجانين لنا مكاننا هناك مع أليس وصانع القبعات بعيداً عن سطح العالم..
بعدما اقتنيت الكتاب , قرأت أنه يدخل في عوالم كتب أحبها.. بل أعشقها , أليس في بلاد العجائب .. 1984 , فهرنهايت 451 و زوربا المجنون الذي أعرف أنني سأعشقه حين أقرأ كتابه..
كتاب عن حارس يحرس سطح العالم .. و أرانب أليس على الغلاف .. ورواياتي المفضلة موجودد فيه .. كانت تلك الوصفة المثالية لكتاب سيبقى معي للأبد ...
القصة..
يتحدث الكتاب عن زمن ما..عالم جديد , تسيطر فيه الحكومة على العقول , تمنع المخيلة و القراءة وكل ما هو غير نمطي و تقليدي . في هذا العالم يعيش بطلنا و يعمل كحارس لسطح العالم.. أو مفتش ومدقق للكتب , يقرأ الكتاب و يرى إن كان فيه أي مخالفات لا توافق على وجودها الحكومة في الكتاب أو في عقول البشر .
يعطى المفتش في البداية كتباً سطحيةً تجعله يكره الكتب أصلا , كتب آمنه ليس فيها ما يخدش العقول , كتب لا تجعل من يقرأها يصاب بلوثة القراءة و التفكير وحب الروايات .. يستمر المفتش بعمله إلى أن يطلب منه أن يدقق كتاباً يغير حياته كاملة ... .. زوربا ...
كما ذكرت في عدة مراجاعات من قبل , فأنا أحب الكتب التي تتحدث عن الكتب , عن عالم القراءة و القراءة وكل ما له صلة بالخيال و الروايات , وهذا ما جعلني أشعر بالأمان وأنا أقرأ هذا الكتاب , كانه كتاب كتب لي أنا وحدي ..
لطالما أحسست بأن في كتب بثينة شيئاً صغيراً يمنعني من أن أتصل به بشكل كامل.. شيء ينقص العمل ولا أدري ماهو , فأعمالها الأخرى جميلة , و أحببت كل ما قرأت منها , ولكن ليس إلى هذا الحد ... حارس سطح العالم كان هو الحد الذي عبرت بعده إلى الضفة الأخرى...
إلى المجانين القراء , واسعي المخيلة , إلى من يؤمنون بغبار الجنات و يعرفون أن اثنان و اثنان لا يساويان أربعة .. و يتمنون أن ينزلقوا في جحر الأرانب السحري ... هذا الكتاب لكم..