
عندما أتذكر بداياتي مع القراءة, أتذكر ذلك اليوم الذي دخلت فيه مكتبة المدرسة, و وقعت بحب الكتب و رائحة الكتب ووجود تلك الكتب الكثيرة حولي. أتذكر أنني وقتها لم أعلم من أين أبدأ, فلم تكن معظم مصادر المعرفة الحديثة متوفرة لي آنذاك. كتب جل ما علمته وقتها كان أنني أردت أن أقرأ.
عندما وقعت يديّ على كتاب صغير اسمه رمل وزبد, وقرأت اسم الكاتب عليه, بدا اسمه مألوفاً, لا أدري فعلاً أين رأيت اسمه من قبل, و لكن اسم جبران خليل جبران جذبني على الفور . فتحت الكتاب و رأيت أنه مكتوب على شكل مقاطع صغيرة ,لا شعرية ولا نثرية, شيء بين الاثين, لغة نثرية باحساس شعر عذب.
قررت وقتها أنه الكتاب المناسب, استعرته و بدأت رحتلي في القراءة.
إن هذه المراجعة هي ليست لمراجعة الكتاب بذاته , بل هي عربون شكر و محبة و امتنان للانسان جبران. الشاعر والكاتب و الفنان الذي لمس روحي من أول كتاب , و استمر بفعل ذلك في كتبه التي قرأتها (جميعها تقريا). الكاتب الذي جعلني أقع في حب الكتب, والذي كلما أعدت قراءة كتبه, أحسست أنني أزور صديقاً قديماً.
كتب أحمل معي قلم تخطيط أثناء قراءتي للكتاب, أردت أن أجمع كل الاقتباسات التي تعجبني, و لكنني لم أستطع حصرها, فكلها خاطبت روحي بطريقة أو بأخرى, و الإحساس الذي أحسسته أثناء قراءتي الثانية, لا يختلف كثيراً عن قراءتي الأولى في ذاك اليوم في مكتبة المدرسة.
وأخيراً, اقتنيت هذه النسخة أثناء وجودي في سور الأزبكية في القاهرة الحبيبة. بحثت عنها قديمة, ذات صفحات مهترئة لأنها تمثل صورة الكتاب في خيالي. كتاب قديم عزيز كان و سيبقى من أحب الكتب إلى قلبي.
________________
“في سالف الزمان, كنا جميعا سمكاَ نسبح في المحيط, غير واعين بأنفسنا ولا بالماء.وفي تجلّ لحبه و رحمته, ألقانا المحيط على اليابسة.وهانحن نتأرجح و نتقلقل,نكابد آلام الفراق ونسميها عشقاً. وسوف نظل نراوح ونكبو حتى يستعيدنا المحيط ثانية. حينها فقط سندرك أن الماء كان على الدوام مثوانا و موطننا.”
اقتباسات بعدد أيام السنة لجلال الدين الرومي, بترجمة عربية جيّدة.
مما أعجبني:
- الحكيم يجاهد نفسه, والأحمق يقاتل كل أجد سواها
- كل ما تشهده هنا له جذورخ في عالم الغيب. قد تتغير الصور, لكن يظل الجوهر واحداً
- حين تشرع في الترحال, فلا تسأل القاعدين النصح
- آلاف الشهوات التي استعمرت قلبي يوما, ذابت جميعها في رغبة واحدة للتعرف إليك
القوة عند الضرورة..والحب في جميع الأحوال
إن من قوّة الأدب أن يمسك الكاتب ورقة و قلماً, ويبدأ بكتابة قصة من مخيلته مستعيناً أو مستخدماً بعض الرموز الموجودة في مخزونه العلمي و الديني, وإذ بتلك الكلمات تتسبب في تعرضه لمحاولة اغتيالٍ وتكفيرٍ وتدخل لكبار دولته في محاولة لفهم ماكتب.
نجيب محفوظ, كتب عن حارة الجبلاوي, التي سميّت تيمناً بالجبلاوي, الجد الكبير و معمّر الحارة الأول. وكتب عن جيل بعد جيل يأتي فيعمّر هذه الحارة وتكون له حياته بما فيها من مشاكل وتحدّيات وتغيّرات.
من التهم التي وجهت لنجيب محفوظ على ضوء هذه الرواية, الإساءة للأنبياء عليهم السلام و لله عز وجل, فالقارئ لهذه الرواية, لن يخفى عليه أن كل شخصية وكل فصل يحاكي قصة من قصص الأنبياء, موسى و عيسى و محمد عليهم السلام جميعا. وعند سؤال نجيب محفوظ عن هذا التشابه, أجاب بأن المشكلة في قراءة القراء للرواية و ليس في كتابته هو, الأمر الذي أعتبره نوعاً ما غريباً و ساذجاً , ففي كل فصل, يتم تعريف شخصية جديدة, تشبه في تفاصيل حياتها و في شخصيتها واحداً من الأنبياء الذين ذكرتهم, وأن يطلب من القارئ أن يقرأ الرواية بغض النظر عن هذا التشابه هو طلب غير منطقي بالنسبية الي.
لم تكن عندي مشكلة مع حكايات الأنبياء, بالعكس فقد وجدت في الرواية إبداعاً شديدا في استخدام الرموز الدينية في عملٍ أدبي, خاصةً أن الشخصيات هذه لم تكن سوى أبطال أرادو تغيير حارة الجبلاوي إلى الأفضل, فلم يكن هناك أي إساءة في ذلك.
مشكلتي الوحيدة مع هذه الرواية, هي شخصية الجبلاوي, الجد الكبير الذي اعتزل الحارة و لم يره بشر منذ عصور, هذا الجد الذي لو ظهر لحلّت جميع مشاكل الحارة ولتغيّر حال الناس للأحسن, فلماذا لا يظهر؟ لا أدري ما الذي أراده نجيب محفوظ من وضع شخصية بهذه الصفات التي تحاكي الذات الإلهية في روايته, بل و تكرار نفس الأسئلة زمناً بعد زمن.. أين الجبلاوي؟ ولماذا لا يظهر و يريح الحارة من الظلم الواقع على أهلها؟
كان هذا العمل الأول الذي أقرؤه لنجيب محفوظ , و بالتأكيد لن يكون العمل الأخير.
تقييمي الفعلي: 3.5
رواية صغيرة في عدد صفحاتها, كبيرة في المشاعر الي تحويها.
إيلينا, سيدة تعاني من مرضٍ يضعها أسيرة جسدها كل يوم, و يجعلها غير قادرة على تأدية المهام اليومية البسيطة من غير أن تأخذ حبة دواء تعينها على الانتصار على ذلك الجسد المريض.
بعد أن وجدت ابنتها منتحرة ومعلقة على أجراس الكنيسة, تحاول إيلينا أن تعرف حقيقة ماحدث, فتبذل كل الجهد الذي لديها في الخروج من منزلها و التنقل بين شارع و آخر ومحطة قطار و أخرى للقاء المحقق المعني بقضية ابنتها والحديث معه.
رواية عن العجز و الخوف و الموت, و عن الأمومة أيضاً , مؤلمة إلى حد بعيد, جعلتني أفكر و أستذكر الآية الكريمة “ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً” و أنا أقرأ عن معاناة إيلينا مع مرض من أقسى أنواع الأمراض التي عرفها البشر.
أحبتتها جداً.. أنصح بها
مثل الأجزاء السابقة , يستمر الدكتور في رواية حكايات سمعها في عيادة الطب النفسي مع إضافة بعض المتغيرات من أجل الحبكة الروائية.
القصص كانت جميلة و بعضها كان مخيفاً جداُ بالنسبة لي , أحببت جداً الحواشي التي ذكر فيها الكاتب شرحاً لبعض المعلومات والحقايق العلمية المتعلقة بالقصص , كان فيها كم جيّد من المعلومات حول أمور عامة ومثيرة.
أكثر ما أعجبني هو وجود تفسيرات منطقية لمعظم القصص في الكتاب , مع أن القصص نفسها كان فيها شيء من المبالغة, ولكن ربطها بظاهرة علمية كان أمراً موفقاً.
سلسلة حالات نادرة هي سلسلة لطيفة تقرأ بين وقت و آخر و بالتأكيد سأكمل قراءة باقي كتب السلسلة.
رواية لطيفة خفيفة الظل, تتحدث عن شاب يمر بمرحلة من مراحل فقدان الهوية بعد ما يراه من ظلم و عبثية في هذا العالم.
لغة الرواية جيّدة جداً و لكنها ليست مبهبرة , و معظم الأجزاء التي أعجبتني كانت اقتباساتٍ شعرية و قرآنية .
اتوقع أنها رواية مناسبة للمبتدئين في القراءة خاصة في أمور الدين و الفلسفة.
** 3 نجمات و نصف
اليوم النبوي, كتاب قصير جداً, رائع جداً و ممتع جداً. يروي الأحداث اليومية و الروتين الذي كان يعيشه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ابتداءً من طلوع الفجر إلى قيام الليل في اليوم التالي.
عندما ستقرأ هذا الكتاب , ستشعر بقرب دافء من نبينا الكريم, كأنك جاره أو صاحبه, تتعرف على مايفعله في يومه و كيف يقسم أعماله خلال وقته.
أردت أن أكتب عن أكثر ما أعجبني في الكتاب, ولكني رأيت أن الجميل في الكتاب كانت سنّة نبينا, تقسيمه ليومه بناءً على أوقات الصلاوات, فبعد كل صلاة هناك وقت لأحداث أو أشخاص , مراعياً نمط حياة أصحابه فيها, فبعد الظهر يجالسهم و يحدثهم , و بعد المغرب يذهب لبيته ولا يطيل الصلاة لأنه يعلم أنه وقت العشاء عند الناس , و إذا سمع صوت طفلٍ مع أمه في الصلاة لم يطلْ فيها لكي يخفف من مشقة هذه الأم.
كما ذكرت الكتاب قصير, ولكنه بالتأكيد مدخل ممتاز للقراءة في مجال السيرة النبوية , فبعد أن أنهيته أحسست أنني أريد أن أعرف أكثر عن جوانب ذكرت سريعاً فيه , و بدأت بالفعل أبحث عن الكتاب القادم في السنة و السيرة النبوية.
أنصح به جداً ..
اللهم صلّ على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين
“يرى العطشان في الصحراء السراب ماءً , و أنت تعرف أن الناس عطاشى”
الرواية الحائزة على جائزة البوكر لسنة 2020 تعيد لي بضعاً من الثقة في هذه الجائزة .
في أحياء عمّان البسيطة, يعيش بطل روايتنا إبراهيم الورّاق, رجل عادي يعاني صعوبة العيش في هذه المدينة الباردة الدافئة بعد إغلاق كشك الكتب خاصته وتدهور احواله بعدها.
يحكي الكتاب تقريباً خمس قصصٍ مترابطة بطريقة ما , و بطريقة ما أيضا, استطاع الكاتب أن يجعلني أفهم و أعيش و أهتم لكلّ الشخصيات , حتى بدت لي جميعها تقريباً بنفس اﻷهمية, مع أن بعضها لم يظهر إلا في فصول الرواية الأخيرة.
الكتاب يحمل رسائل و معضلاتٍ أخلاقية عن الصواب و الخطاً, ويبين كيف أن الفرق بينهما ليس خطاً واضحاً , فهل السارق حين يسرق ليأكل يكون مخطئاً ؟
في الكتاب أيضاً لحظات لا تعرف فيها الشخصية نفسها, فالألم أحياناً يجعلنا نتحول لأشخاصٍ لا يشبهوننا ولا نعود ندري من نحن في واقع الأمر.
في هذه الرواية, اللغة كانت جميلة , القصص كانت حقيقية لدرجة أني شعرت أنني يمكن أن أخرج إلى جبل عمّان و أبحث عن إبراهيم الوراق بل وأجده أيضاً . أعجني اختيار الكاتب للأماكن المذكورة في جانب عّمان المفضل عندي , جبل عّمان , اللويبدة, وسط البلد و ماحولها , الأمر الذي أعطى الرواية خصوصية و دفئاً خاصاً.
كان حظاً جميلاً جدا جعلني أقرأ هذه الرواية في أوائل الشتاء , وهو الوقت الذي دارت فيه معظم أحداثها, فهذه الرواية رواية كئيبة شتائية بامتياز.
أحببتها جداً و أنصح بها حد السماء..

تدور أحداث هذه الرواية في زمن كان النظام الساري في العمالة في الأراضي الزراعية فيه هو نظام القنانة , و معنى القنّ في اللغة هو “العَبْدُ الذى كان أَبوه مملوكًا لمواليه” , ففي هذا النظام , يكون العبد أو القن ليس مملوكاً بذاته لصاحب الأرض , بل يكون عمله في الأرض مملوكاً لصاحبها.
في هذه الرواية , يقوم أصحاب الأراضي بدفع ضرائب على الأقنان, و التي يتم عدّها و جردها كل عشر سنين , و في حال مات أحد هذه الأقنان , فإنه يعتبر حياً في الدولة لحين الجرد القادم.
بطل الرواية يدعى تشيتشيكوف , , وهو رجل فطن يستغل نظام جرد الأقنان لصالحه , فيتنقل بين ملاك الأقنان و يعرض عليهم
أن يشتري منهم الأقنان أو الأنفس الميتة و يريحهم من عبء دفع الضرائب على أقنان ميتة لا يستفيدون منها لغرضٍ في نفسه هو , لا يعلمه ملاك الأنفس.
استمعت لهذه الرواية على قناة مزامير السيدة ميم على يوتيوب ,و برأيي كانت تجربة ممتعةً بحق. أنصح بالراوية و بقناة اليوتيوب المذكورة أيضاً .
أ

رواية غريبة فريدة من نوعها. كمية التفاصيل التي تكبد الكاتب عناء كتابتها فيما يخص مجتمع النمل بكل اختلافاته و تقسيماته كانت مثيرة للإعجاب بالنسبة لي,حتى و إن كانت تشعرني بالملل في أجزاء كبيرة منها.
باختصار , الرواية تحكي قصة مجتمع من النمل , و عائلة تسكن قبواً غريباً يخفي داخله أسراراً كثيرة.
الرواية جيّدة و غير اعتيادية , أعجبتني إلى حد ما و لكن ليس للدرجة التي يمكنني فيها أن أرشحها لأحد.
إنه العمل الروائي الوحيد الي أخذني في رحلة إلى تاريخ بلدي إلى الحد الذي جعلني أشعر أنني أعيش تلك الأحداث, من نكبة و نكسة و معارك و تهجيز و اغتراب.
بينما ينام العالم , رواية أبطالها عائلة أبو الهيجا , و لكن في الحقيقة, هذه الرواية هي قصة الشعب الفلسطيني بأكمله.
لا أجد الكلمات المناسبة لأصف فيها مدى حبي لهذه الرواية, هذا و بالرغم من عدم حبي لهذا النوع من الروايات و التي عادة ما أراها تستغل القضية الفلسطينية لكتابة عواطف غير حقيقة.
لا أعلم كيف جعلتني الكاتبة أرجف عند قراءة فصول النكبة و النكسة , و اشعر بكل مشاعر الغضب في فصول خذلان العرب لفسلطين و بالضعف في كل مشهد استشهادٍ وفقد , وحنين كلّما هاجرت شخصية وتركت هذا الوطن الحبيب.
الرواية من أجمل ما قرأت في حياتي,ولا أكاد أجد فيها ما أكره . أنصح بها جداً وبكل حب.
كتاب الماجريات كتاب من العيار الثقيل , يتناول موضوع الانشغال بالأحداث اليومية و السياسية و ما ينتج عن ذلك من إضاعة للوقت و بعدٍ عن طلب العلم الشرعي وغيره.
أكثر ما أعجبني في الكتاب هو الجزء المتعلق بفلسفة مالك بن نبي و عبدالوهاب المسيري , فبالنسبة لمالك بن نبي , ففكره و فلسفته كانت جديدة عليي و كانت هذه المرة الأولى التي أقرأ عنها .
وحزء عبدالله المسيري استعرض تفاصيل وظروف كتابة موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية , الأمر الذي جعلني أتحمس أكثر لقراءة الموسوعة بأجزائها الثمانية .
تحفظي على الكتاب هو بعده عن الفكرة الرئيسية وهي الانشغال بالماجريات , فالعنوان يدل على أن الكاتب سيطرح و يعالج هذه المشكلة , لكنني رأيت الكتاب يميل لأن يكون استعراضاً لأفكار و مناهج عدة شخصيات اختار الكاتب أن يذكرها وكانت في أجزاء عد بعيدة عن الماجريات , بل لم أفهم لماذا أوردها الكاتب في هذا الكتاب.
الكتاب من العيار الثقيل كما ذكرت , و لا أنصح به للمبتدئين في القراءة أو حتى من وصل لمرحلة متوسطة -مثلي- في القراءة .. ولهذا السبب لا أرى أنني أستطيع أن أقيّم هذا الكتاب.
لا أعلم ربما بسبب ال hype الذي كان حول الرواية توقعت منها أكثر.
للأسف وصلت للصفحة رقم 80 و أنا لا أدرى أين نحن و من الذي يروى القصة و كيف تحول الزمان ,و من وجهة نظري كان هذا التنقل السريع بين الأشخاص و الأماكن سبباً لعدم التعمق في شخصية كل شخص في الرواية , الأمر الذي ينتج عنه و بكل تأكيد عدم الاكتراث لما يحدث لأي شخص فيها و بالتالي عدم الاكتراث للنهاية و في المحصلة عدم الرغبة في إكمال الكتاب و هذا ما حدث معي .
يجب عليّ أن أذكر أن لغة الكتاب ساحرة جذابة لا غبار عليها. ولكن هذا فقط ما استطعت أخذه من هذا الكتاب.
ربما يكون كتاباً جيداّ لأحدهم ..ليس لي.
كتاب جيّد يقوم بسرد الأحداث واللقاءات المتعلقة بالتطبيع مع دولة الاحتلال من قبل الدول العربية , يناقش تبعات هذه اللقاءات و القرارات المترتبة عليها و تأثيرها على وضع إسرائيل في الوطن العربي و الشعوب العربية .
يبقى التطبيع ممثلاً لحكومات الشعوب , بينما تبقى الشعوب على العهد, رافضة للتطبيع, مؤمنة بعروبة فلسطين و حق الشعب الفلسطيني بأرضه مهما حاول حكامهم تغيير ذلك.
أكثر ما أعجبني الفصول المتعلقة بردود فعل الشعب المصري للتطبيع, وكيف عبّر هذا الشعب العظيم عن رفضه لمعاهدات السلام الباطلة , وكيف تعامل مع الاحتلال و شعبه داخل مصر.
بعد الأحداث الأخيرة في فلسطين , وتحديداً بعد معركة سيف القدس, قررت أن أبدأ بقراءة كتب التاريخ الفلسطيني, وبما أني رأيت كيف كان دور المقاومة في تلك المعركة فلقد أردت أن أعرف كل شيء عنها.. مواقفها , شعاراتها , نشأتها تطوراتها وعلاقتها بالمجتمع الفلسطيني , العربي و الدولي.
وجدت هذا الكتاب و أنا أبحث عن مراجع عن تاريخ المقاومة الإسلامية حماس, بدأت قراءته كأول كتاب عن تاريخ المقاومة وعلى هذا الأساس أكتب هذه المراجعة.
يتناول الكتاب حركات و جماعات المقاومة في فلسطين و قبلها في مصر و الدول العربية , ويتدرج في طرح المعلومات عن كل جماعة بدءاً من جماعة الإخوان المسلمين و وصولاً إلى حماس.
أحببت هذا الكتاب جداً بل و أغرمت به, و أثناء قراءته كنت أجد صعوبة في تركه لعمل أي شيء آخر, و كنت أسهر الليل أقرأه إلى أن تخذلني عيناي و أنام.
يقولون أن أفضل الكتب هي ما تخبرك بما تعرفه أصلاً , و أظن أن هذا الكتاب جاء ليخبرني أن مفاهيمي التي أعرفها دون تخصص أو علم أو بحث هي في أصلها سليمة , و إنها الأفكار الخاطئة التي اكتسبتها من هذا المجتمع هي ما غيّرت وجهات نظري و أحادتني عن الطريق. فالحقيقة واضحة و منطقية بل و فطرية جداً , و أي شخص يقرأ القليل من التاريخ , يستطيع أن يرى الحق و الباطل بكل وضوح.
أريد أن أذكر أنني بدأت بقراءة الكتاب دون علمي بتاريخ نشره أو جنسية مؤلفه , الأمر الذي ساعد على إعطاء نظرة محايدة من جانبي لكل ما ذكر في الكتاب.
منذ مدة لم أقرأ كتاباً دستوبياً , وهو نوع الكتب الروائية المفضل عندي. وفي هذه الفترة التي شهد العالم فيها معركة سيف القدس في فلسطين , وجدت هذا المتاب مناسباً ليكون رفيق القراءة الحالي.
يوتوبيا رواية تتحدث عن مستقبلٍ قريب مظلم , عزل فيه الأغنياء نفسهم في مكان يسمى يوتوبيا, , وتركوا الفقراء يعيشون حياة لا تشبه الحياة في شيء في باقي الأرض.
من رحم يوتوبيا, يولد بطل الرواية , الذي بعدما جرّب جميع اللذات و المتع صارت الحياة بالنسبة له رتيبة قاسية , ليقرر في يوم من الأيام أن يغادر يوتوبيا ليعيش مغامرة على الطرف الثاني من المكان.
قصة الرواية جميلة , أحسست أن معظم ما فيها يمكن اسقاطه على هذه الفترة المظلمة التي نعيشها, وفعلا كانت هذه الرواية المناسبة في الوقت المناسب, فهي رواية تحكي عن الظلم و القهر و الفصل العنصري وكل ما نشهده من غياب العدل في هذا العالم. تمنيت فقط لو كانت أطول , فلقد شعرت أن المغامرة انتهت بسرعة.
رحم الله العرّاب أحمد خالد توفيق
هي قصة آنا .. امرأة تعاني من رهاب الأماكن المفتوحة , تفضل البقاء في بيتها , تشاهد أفلاماً كلاسيكية وتراقب الجيران من نافذة غرفتها, إلى أن يحدث و ترى شيئاً كان يجب عليها ألا تراه.. ومن هنا تبدأ القصة .
رواية مشوقة جدا, لن تستطيع تركها بمجرد البدأ فيها.
قرأتها مع رفيقة القراءة رزان و أظن أنها من نوع الكتب الذي يجب أن يقرأ بمشاركة شخص أو مجموعة قراءة حتى , لمشاركة الأحداث الصادمة التي تحصل في فصول الرواية.